بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الصفحات 1.الإخبارية الرئيسية 2.المواقع 3 south-file.plogospot.com

السبت، 10 يوليو 2010

مؤتمر القاهرة ونتائجه من وجهة نظر مسدوس


اطلعنا على لقاء القاهره و نتائجه و لدينا الملاحظات التاليه :

اولا: ان وجود جنوبيين ضمن القادمين من صنعاء قد خلط الاوراق و جعل اللقاء كما يريده الشماليون و ليس كما يريده الجنوبيون ، لانه من غير المعقول بان يحاور الجنوبيون بعضهم على قضيتهم الوطنيه الجنوبيه ، و الاسوأ من ذلك انضمام بعض الجنوبيين في الخارج الى اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني ، لان مثل ذلك تسليم ضمني بان القضيه هي قضية سلطه و معارضه و ليست قضية شمال و جنوب ، و هذا ما يريده الشماليون . صحيح ان نقاط الاتفاق حاولت استيعاب القضيه الجنوبيه بشكل شبه مقبول ، و لكن آليّة التنفيذ المحدده بمؤتمر الحوار الوطني الشامل قد افرغتها من مضمونها . حيث ان آليّة التنفيذ تقوم على اساس سلطه و معارضه و ليست على اساس شمال و جنوب ، و كلمة السقف المفتوح الوارده في نقاط الاتفاق هي لصالحهم و ليست لصالحنا ، خاصه و انهم سيكونوا الاغلبيه المطلقه في المؤتمر و سيفرضون ما يريدونه و ليس ما نريده نحن ، و سيكونوا مستندين في ذلك على كذبة اليمن الواحد . فقد كان على الطرفين حسم سؤال واحد قبل اي شيء آخر ، لانه يستحيل ان يستقيم العمل السياسي حول القضيه الجنوبيه بدون الاجابه عليه ، و هو : هل اليمن السياسي واحداً أم يمنين ؟؟؟ . فاذا ما كان اليمن السياسي يمنين ، فان الوحده بينهما هي وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحاله تكون حرب 1994م و نتائجها قد اسقطتها و جعلت الوضع في الجنوب احتلالاً و ليس وحده . و بالتالي تكون اليّة الحل هي في الحوار بين الشمال و الجنوب على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . امّا اذا كان اليمن السياسي واحدا و ليس يمنين ، فان الوحده بين الشمال و الجنوب هي وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده وليست وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحاله تكون حرب 1994م قد حافظت على هذه الوحده الوطنيه ، و تكون مشروعه و نتائجها مشروعه ، و يصبح قيام الدوله في الجنوب بعد الاستقلال خيانه وطنيه عظمى ، لانه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا اعتبار اليمن السياسي واحدا و قيام دولتين فيه ، و كذلك تصبح القضيه الحاليه هي قضية سلطه و معارضه و ليست قضية شمال و جنوب ، و تصبح اليّة حلها في صناديق الاقتراع . و لهذا يسمح الاخوه الذين حضروا لقاء القاهره ان اقول لهم بان الشيخ حميد الاحمر و اللقاء المشترك قد ابتلعوهم بوجود جنوبيين بينهم و بضمهم هم الى لجنة الحوار و قبولهم بمؤتمر الحوار الوطني الشامل كآليّه لحل القضيه الجنوبيه ، و كذلك باستبعاد النظام من الحوار بالنسبه لنا . فهل يعلم الاخوه الذين حضروا لقاء القاهره بان وجود جنوبيين ضمن القادمين من صنعاء و انضمامهم هم الى لجنة الحوار و قبولهم بمؤتمر الحوار الوطني الشامل كآليّه لحل القضيه الجنوبيه اسقاطا لها ، و طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها ؟؟؟ . و هل يعلمون بانه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حل القضيه الجنوبيه الاّ بالحوار مع السلطه و ليس بالحوار مع المعارضه ؟؟؟ . و هل يعلمون كذلك بان استبعاد النظام من الحوار هو ضمانه للشيخ حميد و اللقاء المشترك و ليس ضمانه لنا ، لان مثل ذلك يعني عدم الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب ، و انما فقط على قاعدة السلطه و المعارضه ؟؟؟ . و هل يعلم الاخوه الذين حضروا اللقاء بان هذا هو ما يسعى اليه كل الشماليين بمن فيهم علي عبدالله صالح ذاته للخروج من مأزق الضغط الخارجي تجاه حل القضيه الجنوبيه و ايجاد الاستقرار في اليمن ؟؟؟ . و هل يعلمون بانها لا توجد مصلحه لعلي عبدالله صالح في الحوار مع اللقاء المشترك أو مع غيره بدون الحراك ؟؟؟ . و هل يعلمون بانه يستحيل ان يتحاور علي عبدالله صالح حوارا جديا مع اي طرف الاّ بوجود الحراك ؟؟؟ . فماذا يخيفنا من اي حوار معهم او مع غيرهم مادام هو يستحيل بان يكون حواراً جديا الاّ بالحراك ؟؟؟ . و هل يعلمون بان قوة الجنوب و ضعف الشمال هما في علنية الاصطفاف الشمالي تجاه الجنوب و علنية الاصطفاف الجنوبي تجاه الشمال ، و ان قوة الشمال و ضعف الجنوب هما في عكس ذلك وخلط الاوراق ؟؟؟ . و بالتالي الم تكن نتائج لقاء القاهره فخاً جديدا بعد الفخ الذي ظللنا فيه منذ الاستقلال ؟؟؟ . فهل تعلمون بان ما يقدمه حميد الاحمر من مساعدات عبر الحزب الاشتراكي لجر الحراك الى طاعة اللقاء المشترك يستعيده من خزينة الدوله ؟؟؟ .

ثانيا : ان الاولويه لدى جميع الشماليين في السلطه و المعارضه و في الداخل و الخارج هي دفن القضيه الجنوبيه من اجل ابتلاع الارض و الثروه في الجنوب و حرمان اهلها منها . و بالتالي علينا ان ندرك بان قبولنا باي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب يحقق لهم هذا الهدف ، و يتضمن تخلينا عن قراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب و يشكل طمسا للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . و لذلك فانه يجب بان نأخذ من غياب الاخ حيدر عن التوقيع على نتائج لقاء القاهره مبرراً لتصحيح الامور باتجاه الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب كما جاء في قراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و كما جاء في تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، و ان يخرج جماعة القاهره من اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني . و اذا لم يستجاب لمطلب الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب من قبل السلطه و المعا رضه او حتى من قبل العالم ، فانه من الافضل لنا ترك القضيه للاجيال القادمه و لا نشرعن لدفنها . فليست القضيه مع علي عبدالله صالح كشخص او كنظام فقط ، و انما هي مع صنعاء كدوله . فلو ذهب علي عبدالله صالح و خلفه حميد الاحمر او خلفه جنوبي ، هل حلّت قضية الجنوب ام انها ستظل قائمه بقوة الواقع ؟؟؟ .

ثالثا : أننا اذا ما سرنا باتجاه مؤتمر الحوار الوطني الشامل كآليّه لحل القضيه الجنوبيه فاننا سنصل الى دفنها ، و ارجو ممن يخالفني ذلك بان يحتفظ بهذه الورقه للتاريخ ، لاننا سنصل بشكل حتمي الى النتائج التاليه :

أ‌- إستأجار جنوبي مؤقت لخلافة علي عبدالله صالح بعد اكمال ولايته ، و ذلك لتذويب الروح الوطنيه الجنوبيه لدى الجنوبيين و كمخرج من ازمة المنافسه على الخلافه بين احمد و حميد ، لان استبدال علي عبدالله صالح بعد نهاية ولايته اصبح أمراً مؤكدا و هو تحصيل حاصل لكبر سنه و طول فترة حكمه ، و تحصيل حاصل لمواد الدستور و وعوده للعالم بذلك .

ب‌- ايجاد نظام لا مركزي يقوم على الحكم المحلي او فيدرالي على اكثر من اثنين ، بحيث يؤدي كل ذلك الى طمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنة نهب ارضه و ثروته و حرمانه منها ، لان هذا هو الهدف الاول لدى كل الشماليين ، و لان الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيضيعون في بحر الحضور الهائل للشماليين و سيفرض المؤتمر ما يريده الشماليون و ليس ما يريده الجنوبيون حتى و ان كان تحت اشراف دولي ، بسبب أن قاعدة الحوار تقوم على اساس سلطه و معارضه و ليست على اساس شمال و جنوب ، و تقوم على اساس يمن سياسي واحد و ليس يمنيين .

ج- انه بحكم قرب الانتخابات النيابيه فان اتفاق القاهره اذا ما تم الالتزام به سيلزم الجنوبيين بالمشاركه فيها اذا ما قرر اللقاء المشترك و حميد الاحمر دخولها . و هذا ما سيضيّع على الجنوبيين فرصة منع الانتخابات في الجنوب و حل قضيتهم بايديهم ميدانيا .

رابعا : أننا مع الاخوه في الخارج اذا ما اخذوا بما جاء اعلاه ، و معهم اذا ما توحدوا و وزعوا الادوار . فكما قال الاخ عيدروس حقيس (( لا طاعه لهم الاّ موحدين )) لان الطاعه للبيض بدون الاخرين ستشق الحراك ، و لان الطاعه للاخرين بدون البيض ستشق الحراك ايضا . و بالتالي لابد من وحدة الجميع و توزيع الادوار . و في اطار توزيع الادوار ، لابد لجماعة لقاء القاهره من اقناع حزب الاصلاح بضرورة تخطئة حرب 1994م و نتائجها و تحميل النظام مسؤليتها و الاعتذار لشعب الجنوب على مشاركته فيها و على الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و اباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى ، لان قبول الحوار مع حزب الاصلاح بدون ذلك هو ضمنيا شرعنه للحرب و نتائجها و شرعنه للفتوى الدينيه التي مازالت باقيه ، و يعفي النظام من مسؤلية الحرب و نتائجها بكل تأكيد .

خامسا : لقد برهنت الحياه بان شعب الجنوب شعب عظيم ، و لكنه ضحية حكامه ، بداء بالسلاطين الذين تنافسوا فيما بينهم على الحكم و مزقوه الى دويلات قبليه و كانوا عقبه امام الانجليز في توحيده ، و مرورا بالجبهه القوميه سابقا و الحزب الاشتراكي لاحقا اللذان تنافس فيهما الجنوبيون على السلطه و تناحروا و أدوا الى ضياعه .....الخ . فهل بالامكان ان نأخذ الدروس و العبر من تاريخنا القريب و نخضع الذاتيه لصالح الوطنيه ؟؟؟ . فقد وجد الشماليون فرصتهم في الذاتيه الجنوبيه المفرطه و مازالوا يجدونها فينا حتى اليوم ، بدليل موقف بعض الاخوان من البيض و موقفه منهم . فهم يريدونه يتبعهم و يحضر الفلوس ، و هو يريدهم يتبعونه و لا يسألونه عن الفلوس . و بالتالي الم تكن هذه ذاتيه مفرطه لا يجوز لها ان تسمو على قضيتنا الوطنيه الجنوبيه المقدسه ؟؟؟ .

سادسا : أننا اذا ما كنا اصحاب قضيه مقدسه فعلا ، فلابد ان نجعلها تسمو بشكل مطلق على ما عداها مهما كانت المبررات . و علينا ان لا نفرح بأخطاء بعضنا او تشويه بعضنا او سقوط بعضنا ، بل نحزن اذا ما كانت لدينا قضيه وطنيه جنوبيه مقدسه ، و اذا ما كنا مخلصين لها و مستعدين للتضحيه بمصالحنا الذاتيه من اجلها . و علينا بان لا نخاف من اي طرف جنوبي يدخل على خط الحل بدوننا اذا ما كان هذا الحل على قاعدة الشمال و الجنوب و تحت اشراف دولي و وفقا لقراري مجلس الامن الدولي ، او على قاعدة استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره مهما كانت عيوب هذا الطرف ، لان الاهم هو حل القضيه و ليس الاهم من يحلها . فاذا ما اردتم الانتصار للقضيه فاسمعوني ، و اذا ما اردتم ضياعها فتوكم .

مع تحياتي

20/6/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق