بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الصفحات 1.الإخبارية الرئيسية 2.المواقع 3 south-file.plogospot.com

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

جنوبيون يعرفهم تراب الأرض



بريد الحراك الجنوبي

شفيلد – لندن " عدن برس " خاص : 4 – 7 – 2010
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض,
ملح الأرض, عطر منابع الريحان..‏

جنوبيون يعرفهم سناء البرق,
غيث المزَن, سحر شقائق النعمان..‏

نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..
وبوح الماء للغدران‏

وقد عرفوا طيور الحب, فك السيف,
شعر الفرس والإغريق والفينيق والرومان..‏

لهم علم ومعرفة بمن سادوا..
ومن بادوا..وموسيقا بحور الشعر
وكيف يحرر الإنسان..‏
( عمر الفرا )

من الشعر ما يُكتب ليمجد بطولات الشعوب الباحثة عن حريتها .. وهناك أيضا الأناشيد والأغاني واللوحات التعبيرية المرسومة أوالمجسمة ، وكان الشعر عند العرب الوسيلة المفضلة للتعبير عن الأمجاد .. جرت هذه الأبيات - التي كتبها الشاعر السوري عمر الفرا عن جنوب لبنان وبطولته في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي - في خاطري بالأمس وأنا أشاهد إخواني الجنوبيون يتدفقون إلى لندن للتعبير عن غضبهم لما يجري لأهلهم في الوطن الحبيب .. من خلف المسافات الطويلة أرسلوا صرختهم إلى العالم وإلى الحكومة البريطانية مطالبين بالحرية لبلادهم الجنوب ودعمهم في إستعادة الدولة الجنوبية المستقلة .. منددين بما تفعله بأخوانهم الآلة القمعية الجهنمية للمحتل الغاشم القادم من خلف التاريخ .. لافتين الأنظار إلى القتل المحموم الذي يتراص إلى جانب صعوبة العيش في الضالع وعدن وأبين وعزان والحوطة وفي كل مكان على أرض الجنوب .. ناقلين إلى العالم رسالة وطنهم وأخوانهم .. منبهين إلى وجود شعب حي يموت ولا يستسلم .. شعب شعاره الحرية أو الموت ...
كانت هذه أول فعالية أحضرها منذ قدومي إلى بريطانيا وقد لفت إنتباهي الحضور الكثيف لفئة الشباب دون العشرين ، ربما هذه الظاهرة لم تكن تلفت الإنتباه في الداخل لأن الجميع هناك رضع من نفس المعاناة ، والمعاناة سريعة الإنتقال ، لكن هنا في الشتات ، عندما رأيت هذه الفئة في مقدمة الحضور عرفت أن عشق الجنوب عادة متأصلة في قلوب الجنوبيين ، يتوارثونها ويتناقلونها جيلاً إلى جيل .. أن ترى طفلاً لا يتعدى سنه العشرة سنوات يهتف بالعربية والإنجليزية مطالباً بحرية وطنه الجنوب ، وهو لم ير هذا الوطن راي العين ، لكنه رضع محبته مع حليب الأم ، تعلم عشقه قبل أن يتعلم السير والكلام .. أن ترى شاباً دون العشرين لا يكاد يتذكر متى كان لآخر مرة في زيارة إلى الوطن ، وهو يحمل علم الجنوب بيد وباليد الأخرى يحمل صورة لشهيد أو جريح ، وآخر يحمل لافتة تندد بالإحتلال ، وصرخته تبلغ عنان السماء : "ثورة ثورة يا جنوب" .. هذه المشاهد تبعث على الفخر .. تزرع في قلوبنا الأمل في أن غدنا سيكون أجمل وأن أجيالنا القادمة جديرة بما ينتظرها ...
كان الجنوبيون يقفون في المكان المخصص لهم يستخدمون حقهم في التعبير بكل حدود الحرية التي تعتبرها هذه البلاد حقاً لا يقبل الإنتزاع أو الإهدار .. ذلك الحق الذي يواجهه الإحتلال بكل وسائل القمع وبأشدها وطأة .. ينتهكون الحق بالمزيد من الإهدار للحقوق ...
كان المشهد العام جميلاً والأجمل هو الهدف الذي أتى بكل هولاء الناس إلى عند بوابة مجلس الوزراء البريطاني .. المطالبة بإستقلال بلادهم وكذلك المطالبة بوقف القتل الذي يطول أهلهم في الداخل وأيضا رفع المعاناة عنهم وإطلاق سراح معتقليهم وفك الحصار عن مناطقهم ...
كان يوماً جنوبياً بإمتياز ، وقف الجميع جنباً إلى جنب ونصب أعينهم الهدف العظيم .. علي فضل هرهرة وعبدالله علي بن علي وصالح النود والعبدلله كاتب هذه السطور وكثير من الناشطين والجنود المجهولين الذين عملوا بصمت من أجل نجاح الفعالية ومعنا كل أولاءك الذين تحملوا عبء المسافات التي قطعوها من أجل الحضور والوقوف مع شعبهم في الداخل ... غابت كل المسميات وحضر الجنوب في الضمير .. هذا هو الجنوب أيها الكرام ، إنه يقدم تقاليده الحقيقية التي يجب أن تعود إلى واجهة مسيرتنا .. إنه يخفي ال "أنا" حيث يجب أن تحضر ال "نحن"...



كانت مفاجأة وصولي إلى مكان المظاهرة كبيرة ، فقد رأيت أول من رأيت الصديق العزيز عبدالناصر الجعري واقفاً هناك بطاقمه ومعداته لتغطية المظاهرة من أجل بثها في قناة عدن لايف ،كم كانت فرحة اللقاء بعبدالناصر الجعري عظيمة لأن اللقاء كان في ساحةأجتمعنا عليها من أجل الجنوب وقد صارت فرحتين برؤية الأخ العزيز لطفي شطارة صاحب موقع عدن برس وقد حضر من ضمن الحاضرين لتغطية المظاهرة ...
مواقف الجنوبيون عظيمة ، فهم سبّاقون لأداء الواجب نحو وطنهم وأهلهم ولا فرق بينهم سواء كانوا في الداخل أو الخارج ..
لله دركم أبناء الجنوب .. لم تعقكم المسافات عن المثول في محل الواجب ولم تمنع مشاعركم عن الإحساس بمعاناة أهلكم .. شعب كهذا قدره النصر ...
هامش:ـ
أثبتت هذه الفعالية أننا بأشد الحاجة للحوار مع الجميع وأننا يجب أن نسمو فوق كل شيئ من أجل الجنوب .. يجب أن نواجه الإحتلال بكل ما نستطيعه من وسائل ولكننا يجب أن نستخدم في ما بيننا وسيلة واحدة فقط وهي الحوار .. أضعنا كل شيئ عندما غيّبنا الحوار ...

جمال عبداللطيف عبادي
4 يوليو 2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق