بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الصفحات 1.الإخبارية الرئيسية 2.المواقع 3 south-file.plogospot.com

الثلاثاء، 13 يوليو 2010


أخر قلاع الجنوب الاقتصادية تُنهب استعداد لبيعها

بريد الحراك الجنوبي
نقلا عن شبكة الطيف
بتاريخ : الإثنين 12-07-2010 08:57 مساء

بقلم /محمد الحميدي
يعتبر مصنع الغزل والنسيج في عاصمة الجنوب السياسية والتاريخية ـ عدن ـ منجز من منجزات ثورة 14 أكتوبر الظافرة وقدم شعب الجنوب عرقه ودمه في سبيل بناء هذا الصرح العظيم الذي كان يستوعب قرابة ألف عامل. ويعيلون خلفهم أسرهم المكونة من ألاف النساء والأطفال والشيوخ.

بعد احتلال الجنوب عام 1994م من قبل سلطات صنعاء عملت على عزل الإدارة الاقتصادية والمهنية التي كانت تدير المصنع بحنكة وكفاءة. كما قامت بوقف تزويد المصنع بالقطن الخام والمواد الصناعية الأخرى, بهدف إفلاسه وتأخير دفع مرتبات العمال لعدة أشهر, وغيرها من الإجراءات التعسفية.اعتقادا منها أنها قادرة على تصفية هذه القلعة الاقتصادية الجنوبية كما فعلت بعشرات المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية, بهدف بيعها كأرض لاسيما والمصنع يشغل مساحة قدرها 9 ألف متر مربع وفي قلب عاصمة الجنوب ـ عدن ـ مما يجعل ثمنها مئات الملايين.غير أن موظفي وموظفات المصنع ظلوا يدافعون عن مصنعهم ومصدر قوتهم بكل بسالة, وقاموا بعدة أعمال احتجاجية من إضرابات ومظاهرات. مما أرغم سلطات الاحتلال على التفكير بطريقة أخرى للقضاء على هذا المعلم الجنوبي الكبير.

تمثلت هذه الطريقة أن قامت سلطات الاحتلال في عام 2007م بتعيين شخص من أبناء الجنوب يدعى (علي السيد). وهو ليس اختصاصيا في الصناعة أو الاقتصاد. فقد كان يعمل قبل الوحدة المشئومة موظفا في أرشيف منظمة لجان الدفاع الشعبي قسم التقارير السرية. ثم بعد احتلال الجنوب عام 94م مخبرا سريا لدى جهازي الأمن السياسي والأمن القومي التابعين لسلطات الاحتلال. وتم تكليفه بتدمير المصنع. فقام بتنفيذ الخطوات التالية:

1. إحالة أكثر من 500 عامل وعاملة إلى صندوق التقاعد بصورة إجبارية بما فيهم الذين لا تنطبق عليهم شروط إنهاء الخدمة. وكذا المهندسين والفنيين الذي تم تأهيلهم في الخارج على حساب نفقات شعب الجنوب. ولم يبق لديه في المصنع سواء (70) عامل هم من أقرباءه أو ممن شاركوه أو ساعدوه على نهب وبيع معدات وممتلكات المصنع.
2. كان عدد ماكنات المصنع (540) ماكنة باع منها (168) ماكنة صالحة للتشغيل. وبيعت على التجار التالية أسمائهم: أنور طالب 70ماكنة, احمد سعيد 20 ماكنة, التاجر بن لكسر 32ماكنة, محمد النجار 32ماكنة, عبده خالد 16 ماكنة. وأشياء أخرى يتم بيعها كلما وجد المدير الجديد نفسه بحاجة للمال.


3. يتم بيع الماكانات تحت مبرر أنها غير صالحة ,وبغيرة من بعض عمال المصنع الشرفاء الوطنين قاموا بإبلاغ الشرطة والنيابة العامة, فتم احتجاز عشر ماكنات وهي في طريقها إلى مخازن احد التجار من قبل إدارة امن عدن وكلف مهندسي المصنع بفحصها, فكانت النتيجة أنها صالحة من خلال تشغيلها عمليا وبطاقة إنتاجية عالية, وليس حسب ادعاء الإدارة.ولكن بمساندة الفاسدين في العاصمة عدن تم الإفراج عن الماكنات وتسليمها للتاجر. وبالمقابل تم إيداع أعضاء اللجنة النقابية العمالية السجن لدفاعهم عن ممتلكات المصنع.


4. من المؤسف أن قيمة الماكنة أكثر من ألفي دولار بينما يتم بيعها للتجار بخمسمائة دولار. وثمن كل الماكنات لا تورد إلى خزينة الدولة أو لحساب المصنع وإنما إلى جيب المدعو علي السيد وأسياده الذين عينوه مديرا للمصنع.

5. كان المصنع ينتج في الشهر ( 300 ) ألف متر من القماش المتنوع واليوم أصبح ينتج (5) ألف متر في الشهر.
إن ما يمكن قوله في هذه اللحظات التاريخية لشعب الجنوب وقيادته في الداخل والخارج إننا مطالبون جميعا بالدفاع عن ما تبقى من منجزاتنا فهي منجزات من الصعب بنائها مستقبلا, وفي مقدمتها مصنع الغزل والنسيج الذي يعد بحق آخر قلاع الجنوب الاقتصادية.
12يوليو 2010م ـ عدن.
المصدر شبكة الطيف الاخبارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق