بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الصفحات 1.الإخبارية الرئيسية 2.المواقع 3 south-file.plogospot.com

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

في وحدة الحراك الجنوبي طريق الخلاص / لداوود البصري


خاص/ ببريد الحراك الجنوبي

في وحدة قوى الحراك الجنوبي طريق الخلاص

داود البصري

تتصاعد الإنتفاضة الشعبية العارمة في مدن الجنوب اليمني في حضرموت و شبوة و الضالع و أبين وعدن ، و يتنادى أهل الجنوب للدفاع عن تاريخهم و إرثهم الحضاري و النضالي ، ويهبون هبة رجل واحد لتصحيح التاريخ و المسيرة و خطاء العمل السياسي السابق الذي أدى لتسليم جنوب اليمن لزمرة من القتلة و المتخلفين و المداعبين لثعابين الإرهاب الديني و الأصولي و الطائفي المتخلف البعيد كل البعد عن ثقافة التسامح الجنوبية و عن قيم الحق و الخير و البناء و العطاء و التشييد التي عرف بها الجنوبيون و تميزوا على مر التاريخ وهاهي عطاءات أبناء الجنوب اليمني المكافح منتشرة طوليا و عرضيا في جنوب القارة الآسيوية و نشاطهم التجاري و الحضاري الكبير الذي أهلهم بكل أمانة لحمل رسالة الإسلام النقي الحضاري البعيد عن الدماء و الأشلاء و التكفير و التخلف ، لا شك في أن نهضة شعب الجنوب العربي و إنتفاضته السلمية الشعبية العارمة التي زلزلت الأرض من تحت الطغاة من ذوي الرتب العسكرية المزيفة و العقليات الفاشية الخاوية قد شكلت إنعطافة هامة و متميزة في مسيرة التاريخ السياسي المعاصر لجنوب الجزيرة العربية ، ولاشك أيضا بإن إنخراط الأجيال الشابة و الجديدة التي لم تعايش مرحلة النضال الشعبي للتخلص من الإستعمار الأجنبي في ستينيات القرن الماضي بات يشكل اليوم تحديا مضافا لجميع العاملين في قضية رفع الحيف و الظلم و الإستغلال و القهر و التهميش عن أبناء الجنوب وصولا لهدف إستعادة الحرية المقدسة و فك الإرتباط مع نظام التخلف في الشمال و إعادة صياغة هدف الوحدة اليمنية المقدسة وفق أطر حضارية ومنهجية مبرمجة لا تحول الوحدة لمطية و لإستعمار همجي متخلف يسحق المحرومين تحت ضجيج الشعارات الوحدوية الفارغة من أية مضامين حقيقية ، لقد نشط الحراك الجنوبي السلمي اليوم بشكل واضح ووفق أسلوب متدرج لا تخطيء العين الخبيرة قراءة دلالاته ، و تنادى المخلصون في الجنوب اليمني لتشكيل القيادات الميدانية الشعبية التي ستواجه خبث المتآمرين الذين يسعون للفساد في ألأرض و يبثون ثعابين الإرهاب القاعدي المدعوم جليا من رموز سلطة القهر و القمع و الإحتلال وفي أساليب تعبوية خبيثة و مدروسة يتحرك خلالها ارهابيون في معارك و صولات متنقلة ليبثوا الفوضى ، ويرهبوا الآمنين و يزينون وجه السلطة القمعية البشع التي آن لها تاريخيا أن تعلن إفلاسها و ترحل عن الجنوب و تتركه لأهله الذين عقدوا العزم على المقارعة و الكفاح حتى نهاية الشوط و إستعادة دولة الجنوب العزيزة التي تم التفريط بها بسبب النوايا الحسنة وبطريقة إستعجالية لم يكن لها ما يبررها ، ولكن في جميع الأحوال فإن التجربة النضالية المرة منذ حرب عام 1994 التي أريد لها أن تسدل الستار على تلك الوحدة الفاشلة العجفاء التي تحولت لعبأ ستراتيجي كبير بدلا من أن تكون فتحا تاريخيا جليلا ، فالفاشيون لا يصنعون التاريخ بل يدمرون كل التضحيات الشعبية ، منذ تلك الحرب جرت مياه عديدة تحت كل الجسور ، وتغيرت معادلات دولية كبيرة ، وفرض التغيير نفسه على المستوى الكوني ، وعاش شعب الجنوب العربي أبشع سنوات المعاناة و القهر بصمت قاتل و بتجاهل إقليمي و دولي فظيع للغاية كان مؤشرا على جريمة الصمت الرهيبة ، وكان لا بد لليل من آخر ، فحمل شعب الجنوب معاناته على كفيه و عرض صدور أبنائه لرصاص القمع و الإرهاب و أنطلق صوته مدويا في الآفاق يبشر بفجر جنوبي جديد و بإستعادة مؤكدة لدولته العزيزة التي أضحى النضال من أجل عودتها فرض عين على كل جنوبي و جنوبية بعد أن أفرغ الفاشيون الفاشلون الوحدة من كل مضامينها الإنسانية وحولوا البلاد و العباد لمزرعة ابقار و لمختبر فظيع لتجارب أهل الإرهاب القاعدي الغريب عن ثقافة أهل الجنوب المتسامحة و الحضارية عبر التاريخ ، ويقف الشعب في جنوب اليمن اليوم أمام تحدي حقيقي وهدف مركزي يتمثل في ضرورة توحد جميع قوى الحراك الجنوبي و تياراته المختلفة في جبهة نضالية شعبية واحدة بقيادة قيادات الداخل من الشباب الذين يصيغون اليوم عقد التاريخ الذهبي المستقبلي بكل ثقة ، وقيادات الخارج و بعضها يحمل تجربة ثرية جدا من أمثال الرئيس علي سالم البيض و السادة أبو بكر العطاس أو علي ناصر محمد أو غيرهم من قادة مسيرة الماضي النضالية القريبة بكل أخطائها و نجاحاتها و أتراحها و أفراحها ، كما أن هنالك مهمة مقدسة تتمثل في ضرورة إتاحة الفرصة للأجيال الشابة الجديدة التي تخوض معترك المواجهة اليومية في الشوارع أو في مقرات التعذيب لسلطة القمع لكي تشترك في التعبير عن رؤاها و تطلعاتها و لإفهام العالم بأسره من أن هنالك شعبا عربيا جنوبيا حرا قد قرر الأخذ بزمام المبادرة و الإنطلاق لتعبيد الطريق نحو يمن جنوبي جديد يكون نقطة إشعاع حضارية شامخة تبدد ليل الدكتاتورية و الإرهاب و التخلف ومناورات أهل الفكر القاعدي التافه ، وقد بات من عزم الأمور أن يتنادى الجنوبيون جميعا لعقد مؤتمر عام و شامل في الداخل و الخارج يكون عنوانا رسميا واضحا يؤشر على عودة الروح لجمهورية جنوب اليمن وليكون أيضا مظلة سياسية جامعة مانعة لجميع قوى الحراك الجنوبي و شخصياته للمساهمة في كتابة وصناعة التاريخ من جديد... لن يقهر الأحرار أبدا فشعب الجنوب العربي يظل مصنعا للرجال الذين لا تلين قناتهم بل تمدهم التحديات بطاقات هائلة ستغير المعادلة بالكامل ، الفاشيون إلى إندثار واضح و نهائي ، و بسواعد وطاقات وإرادات شباب الجنوب العربي ستتكرس كل المعاني و القيم النضالية و سيعود الجنوب لأهله الأحرار ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون )... فمرحى بشعب الجنوب العربي وهو يرسم لوحة نضالية شامخة بدماء و تضحيات شبابه... جنوب اليمن على موعد تاريخي مقدس مع التاريخ....



dawoodalbasri@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق