بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

الصفحات 1.الإخبارية الرئيسية 2.المواقع 3 south-file.plogospot.com

الأحد، 1 أغسطس 2010

الوحدة بين الشمال اليمن والجنوب واسباب فشلها وما هو سيناريو المستقبل بعد هذا الفشل الذريع للوحدة





( الوحدة بين الجنوب والشمال اليمني وأسباب فشلها ) –
بريد الحراك الجنوبي

بقلم / العميد /طيار عبدالحافظ العفيف.

الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي واسباب فشلها وما هو سيناريوا المستقبل بعد الفشل الذريع التي منيت به هذه الوحدة فاستطيع القول اننا لا نستطيح الحديث عن موضوع كهذا دون الخوض بمقدمة ولوبسيطة عن ماضي وحاضر اليمن بشكل عام و الجنوب بشكل خاص لعلاقتهما المترابطة فيما يخص الماضي والحاضر والمستقبل وخاصة وانهما يعيشانكبلدين جارين منذ زمن بعيد بل وعاشا صراع الوحدة والأنفصال والذي على اساس ذلك يمكن لنااستنتاج من هو المخطئ ومن هو على الصواب في فشل هذه الوحدة والأهم من ذلك معرفة اجندة كل من الشمال والجنوب عن المستقبل المنتضر لليمن وهذا لا يحتاج التدليل بما هي مسببات وصول الوضع الى ما وصل اليه الآن لأنه واضح منذو اللحظة الأولى لأعلان الوحدة المبنية على ردود الأفعال وما بني على رد فعل فمصيره الفشل و ما بني على باطل فهو باطل وهذا الحال ينطبق على وحدة 22من مايو 1990م ففعلا كان التوقعات لها بالفشل صارت حقيقة ويمكن لنا تدليل ذلك من خلال استعراضنا لهذا الجانب بشكل تفصيلي لنضعكم ونضع الجميع بالصورة حتى نستطيع معا بناء مشروع المستقبل الجنوبي على قاعدة الثقة المتبادلة في انقاذ شعبنا من الوضع المتردي الذي يعيشه اليوم على كافة الأصعدة السياسية و الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية .
الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وأسباب فشلها

المدخل:

قبل الدخول لتحليل لكيفية تحقيق الوحدة وأسباب فشلها لابد من أعطاء نظرة موجزة للخلفية التاريخية
لشعب الجنوب و الأساس الموضوعي لإعلان الوحدة بين دولة اليمن الجنوبية و دولة اليمن الشمالية . فمن الناحية التاريخية كان الجنوب سلطنات و إمارات تحكم نفسها بنفسها إلى إن تم احتلالها من قبل بريطانيا قبل ظهور دولة اليمن الشمالية بزمن طويل . و في عهد بريطانيا تم توزيع هذه السلطنات و الامارات الى محميتين لعدن ، هما المحميه الغربيه التي قامت عليها دولة اتحاد الجنوب العربي ، و المحميه الشرقيه التي ظلت خارج الاتحاد الى يوم الاستقلال . وقد جاءت الثوره في الجنوب و حررت الشعب قي الجنوب من الاحتلال البريطاني و اسقطت دولة اتحاد الجنوب العربي و استبدلت هوية الجنوب العربي بهوية الجنوب اليمني و وحدت المحميه الشرقيه مع المحميه الغربيه في دولة اليمن الجنوبيه الشعبيه . اما الاساس الموضوعي لاعلان الوحده بين دولة اليمن الجنوبيه و دولة اليمن الشماليه ، فان هذا الاعلان لم يأت استجابه للتطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و استجابه لوحدة السوق مثل الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ حتى الان ، و انما جاء بإراده سياسيه لحكام الدولتين . و الاكثر من ذلك ان هذا الاعلان لم يقم على اسس اقتصاديه و اجتماعيه و ثقافيه متجانسه بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه كما حصل في جميع الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ايضا ، و انما تم هذا الاعلان على اساسين اقتصاديين و اجتماعيين و ثقافيين مختلفين مائة و ثمانين درجه . فقد كان الاقتصاد الوطني في الجنوب عاما و قائما على الملكيه العامه لوسائل الانتاج ، بينما الاقتصاد الوطني في الشمال خاصا و قائما على الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج . وتبعا لذلك تكونت التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، بينما التركيبه الاجتماعيه في الجنوب ظلت من الفقراء فقط . و كانت الثقافه في الجنوب مدنيه و اشتراكيه ، بينما الثقافه في الشمال قبليه و رأسماليه ... الخ . و هذا يعني بان الوحده قد اعلنت خارج اسسها الموضوعيه ، أي خارج اساسها الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الثقافي ، و جاءت باراده سياسيه لحكام الدولتين كما اسلفنا . و هذه الاراده السياسيه قدتم اسقاطها بالحرب .

لقد كان يوم اعلان الوحده في 22 مايو 1990م بين دولة اليمن الجنوبيه و دولة اليمن الشماليه ، هو يوم تدشين قيامها و ليس يوم قيامها من الناحيه العمليه . حيث حددت مرحله انتقاليه لقيامها في الواقع من الناحيه العمليه . و قد سميّت هذه المرحله بالمرحله الانتقاليه نسبة الى و ظيفتها التي تعني الانتقال العملي من دولتي الشطرين الى دولة الوحده وفقا لاتفاقية اعلانها ، و كانت لهذه المرحله مهام بديهيه سبع يتوقف على تحقيقها قيام الوحده في الواقع من الناحيه العمليه وتتعلق بأزالة الاختلافات بين الطرفين وتحقيق التجانس الأقتصادي والأجتماعي والثقافي بينهما كأساس موضوعي لتحقيق الوحدة في الواقع من الناحية العملية ونوجزها بالنقاط الأتية:


1- البديهيه الاولى : الغاء قوانين التأميم في الجنوب و اعادة جميع الملكيات لمالكيها السابقين و تعويض المنتفعين ، باعتبار ان مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال ، و باعتبار انه من غير المعقول بان يظل الجنوب مؤمما و ملكيته للدوله ، و ان يظل الشمال خاليا من التأميم و ملكيته لأهله ، و هما في دوله واحده .

2- البديهيه الثانيه : اعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام الى الشكل الخاص ، أي من القطاع العام الى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب و حدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم - حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية دوله ، و باعتبار انه من غير المعقول تمليكها لغيرهم . ثم انه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بين الشمال و الجنوب ، و بالتالي تستحيل الوحده من الناحيه الواقعيه .

3- البديهيه الثالثه : ازالة الاختلاف في التركيبه الاجتماعيه بين الشمال و الجنوب عبر ايجاد قطاع خاص و مالكين في الجنوب حتى يتجانس اجتماعيا مع الشمال ، لانه من غير المعقول بان تظل التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، و ان تظل التركيبه الاجتماعيه في الجنوب من الفقراء فقط ، و هما في دوله واحده .

4- البديهيه الرابعه: استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال ، و عملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب ، بعملة دولة الوحده المتفق عليها في اتفاقيات الوحده و التي هي الدرهم ، لأن الغاء اي منهما لصالح الاخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي مفهوم الوحده .
5- البديهيه الخامسه : ازالة الاختلاف بين اجهزة و مؤسسات الدولتين و توحيدها على قاعدة الاخذ بالافضل المتفق عليه في اتفاقية اعلان الوحده ، لانه من غير المعقول بان تبقى مشطره و بنظامين اداريين مختلفين و هي في دوله واحده ، و لأن حل اجهزة و مؤسسات أي منهما لصالح الاخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي مفهوم الوحده .

6- البديهيه السادسه : ازالة الاختلاف بين الثقافه المدنيه في الجنوب و الثقافه القبليه في الشمال لصالح الثقافه المدنيه في الجنوب ، لانه من غير المعقول بان يكون العكس .

7- البديهيه السابعه : ايجاد نظام سياسي جديد ، لا هو نظام الشمال و لا هو نظام الجنوب ، و انما هو نظام يضم الهويتين و يقوم على مبدأ الاخذ بالافضل المتفق عليه في اتفاقية اعلان الوحده ، لان الاخذ بأي من النظامين و الغاء الاخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الاخر و يلغي الوحده . من البديهي بان اعلان الحرب قد ألغى شرعية اعلان الوحده ، و ان الحرب و نتائجها قد مثلت النهايه التامه للوحده و اسقطت شرعية ماتم الاتفاق عليه و خلقت واقعا جديدا لا علاقه له بما تم الاتفاق عليه ، و يمكن ايجاز هذا الواقع الجديد في النقاط التاليه :
1- بعد الحرب مباشره قام الطرف المنتصر بحل كافة الاجهزه و المؤسسات الجنوبيه المدنيه و العسكريه و الامنيه لصالح مؤسسات الشمال ، و عمل على طمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال بما في ذلك ثورة اكتوبر في الجنوب التي اعتبرها مجرد فرع لثورة الشمال و كرٌس لهذا الغرض عشرات الندوات تمهيدا لتذويب الهويه الجنوبيه في الهويه الشماليه و تحويل الوحده السياسيه بين الدولتين الى ضم و الحاق لشرعنة نهب الارض و الثروه في الجنوب و حرمان اهلها منها كما اسلفنا . فالثوره في الجنوب هي امتداد عضوي للمقاومه الشعبيه المتواصله في الجنوب منذ دخول بريطانيا مدينة عدن ، و هي لذلك ليست فرعا للثوره في الشمال ، و انما هي ثوره شعبيه مستقله بذاتها . و من الدلائل الهادفه الى طمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو رفض الحديث عن أي شئ اسمه الجنوب ، و حتى يوم اعلان الوحده تم استبداله بيوم الجمهوريه اليمنيه هروبا من ذكر الوحده ، و قد تم استبدال مفهوم الوحده اليمنيه بمفهوم الوحده الوطنيه للهدف ذاته . كما استبدلت كافة المعالم و التسميات التاريخيه في الجنوب بتسميات شماليه ...الخ ، و حتى اذاعة و تلفزيون عدن تم استبدال اسميهما لنفس الهدف . و قد اصبحت المناهج الدراسيه تكرس تاريخ و هوية الشمال دون الجنوب ، بينما تاريخ و هوية اليمن ككل تتكون من تاريخ و هوية الشطرين كدليل على وجود الوحده . فعند الحديث عن الحكم الامامي في الشمال لا بد من الحديث عن الحكم السلاطيني و الحكم البريطاني في الجنوب ، و عند الحديث عن الثوره في الشمال و مبادئها السته لا بد من الحديث عن الثوره في الجنوب و مبادئها الخمسه ...الخ ، لانه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحده و تكون العلاقه بين الشمال و الجنوب علاقة ضم و الحاق و ليست علاقة وحده . و هذا ما هو حاصل منذ حرب 1994م .
2- بعد الحرب تم احتكار السلطه و اصبح القرار السياسي لسلطة الدوله قرارا شماليا خالصا كتحصيل حاصل لنتائج الحرب . و هذا يعني بان السلطه قد فقدت طابعها الوحدوي بعد الحرب و شكلت بذلك دليلا على شطريه النظام و عدم وحدويته . صحيح بان هناك وزراء من الجنوب ، و لكنهم خارج القرار السياسي لسلطة الدوله و يعتبر وجودهم مثل عدمه . و الاهم من ذلك ان النظام يرفض ان يكونوا ممثلين للجنوب ، لانه لا يعترف باي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب . اما على المستوى المحلي فان اللجان الامنيه في المحافظات و التي هي القياده اليوميه لاكثر القضايا اهمية هي من العسكريين و الامنيين الشماليين الذين يستلمون تعليماتهم من الرئيس . و حتى مسؤولي البطاقات الشخصيه في محافظات الجنوب هم من الشمال ، و الذين بدورهم يقومون بصرف بطاقات شخصيه لمن يأتِ اليهم من مناطقهم الشماليه لتوظيفهم بأسم محافظات الجنوب و توطينهم فيها بدلا عن اهلها الاصليين . و هذا يعني بأن المجالس المحليه التي هي اصلا مجالس بلديات هي الاخرى وجودها مثل عدمه .
3- انه بسبب احتكار السلطه ، فقد تم احتكار الارض و الثروه في الجنوب عبر السلطه باعتبار ان الارض و الثروه في الجنوب هي ملكية الدوله بموجب قوانين التأميم التي مازالت ساريه حتى الان ، و التي تم التمسك بها بعد الحرب . حيث تم الاستيلاء على الاراضي العقاريه ، و على الاراضي الزراعيه ، و على المباني و المنشاءت الحكوميه و المؤسسات الانتاجيه و الخدميه و الورش و المعامل و المصانع و الثروات النفطية و السمكية و غيرها باعتبارها ملكية الدولة . و حتى المشاريع الصغيرة في الجنوب تنفذ من قبل مقاولين شماليين. كما إن القروض من بنك الإسكان و من بنك التسليف الزراعي متسهله لأبناء الشمال و متصعبه على أبناء الجنوب . و هناك تقويض لميناء و مطار عدن لصالح ميناء الحديدة و مطار صنعاء رغم الافضليات الجغرافية و الفنية و الشهرة العالمية لميناء و مطار عدن . و أمٌا عدن كمنطقه حرة و كعاصمه شتوية و اقتصاديه ، فان ذلك لم يتم حتى الآن . و الأخطر من ذلك انه يطبق نظام تمليك الأراضي في الجنوب لأبناء الشمال ، و يطبق نظام التأجير على أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الأرض الأصليين . و قد فتحت مكاتب في صنعاء و غيرها من المدن الشمالية لبيع الأراضي في الجنوب باعتبارها ملكا للدولة .
4- لقد شمل الغبن كل الجنوبيين نتيجه لذلك بمن فيهم من كانوا ضد الحزب الاشتراكي ، و بمن فيهم من تبقى في جهاز الدوله من الجنوبيين ، و زاد هذا الغبن أكثر عدم المساواة . فعلى سبيل المثال ، لا شيخ القبيلة في الجنوب مثل شيخ القبيلة في الشمال ، و لا المناضل مثل المناضل ، و لا الشهيد مثل الشهيد ، و لا معاملة المريض مثل المريض ، و لا من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدوله المدني و العسكري مثل نظرائهم الشماليين ، و لا المستثمر الجنوبي مثل المستثمر الشمالي ، و حتى الوزراء لم يكونوا متساويين ....الخ . ناهيك عن مئات الالاف من المدنيين و العسكريين الذين تمت تصفيتهم من اعمالهم المدنيه و العسكريه و هم مازالوا شبابا و لديهم الكفاءات و الخبرات في اعمالهم ، مع العلم بان وظائفهم المدنيه و رتبهم العسكريه هي من دولة الجنوب السابقه و ليست من دولة الوحده . و هذا يعني بإن اجهزة الدوله المدنيه و العسكريه ستصبح قريباخاليه تماما من الجنوبيين . فكما اسلفنا قد تم حل جميع المؤسسات العسكريه و المدنيه الجنوبيه بعد الحرب لصالح مؤسسات الشمال ، و تم تسريح افرادها ، و تمت تصفية كافة مؤسسات القطاع العام بعد ان تم تحويلها الى قطاع خاص لصالح اصحاب السلطه و المال من ابناء الشمال ، بينما الكل يعرف بان القطاع الخاص و كل شئ في الجنوب سابقا قد تم تحويله الى قطاع عام تملكه الدوله مقابل ان تكون الدوله ذاتها هي رأسمال الجميع و مسئوله عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب . و بحكم انه لا يوجد قطاع خاص في الجنوب ، فان كل ابناء الجنوب قد كانوا موظفين مع الدوله ، و بعد تصفيتهم حاليا من جهاز الدوله اصبحوا عاطلين عن العمل و اطلق عليهم (( حزب خليك في البيت )) اضافةً الى البطاله من الشباب الذين لم يجدوا اعمالا . حيث يتم التوظيف في الجنوب من ابناء الشمال بما في ذلك عمال شركات البترول العامله في الجنوب . و حتى منظمات المجتمع المدني التي منبعها من الجنوب لا يوجد فيها جنوبي على رأس أي منظمه بما في ذلك اتحاد النساء و نقابة الصحفيين ، رغم الكفاءات و الخبرات المتراكمه لدى الجنوبيين ، ناهيك عن وسائل الاعلام و الاحزاب المحصوره تقريبا على ابناء الشمال . كما ان القبول في الكليات العسكريه و الامنيه و الجامعات و المنح الدراسيه في الخارج تكاد ان تكون محصوره على ابناء الشمال بما في ذلك السفارات . و هناك تشجيع رسمي للثأرات القبليه و للثأرات السياسيه في الجنوب و سياسة تجهيل و افقار و تغيير سكاني منظم و ملموس . و قد فرض على ابناء الجنوب الفقر و الجوع و المهانه منذ حرب 1994م ، و اصبحوا مغلوبين على امرهم في كل شئ الى درجة ان من بقي منهم في جهاز الدوله المدني و العسكري اصبح يخفي جنوبيته خوفا على وظيفته او ثروته التي جاد بها النظام عليه ، لانه لا يملك حماية نفسه . هذه هي صورة الواقع في الجنوب الناتج عن الحرب
اما فيما يتعلق باستقراء المستقبل لليمن بصورة عامة وللجنوب بصورة خاصة بعد فشل الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وتوج هذا الفشل بحرب صيف 1994م فأستطيع القول ان الكثير من المفكرين والكتاب واصحاب الراي المستقل قد قالوا كلمتهم فيما يخص هذا الجانب سلبا وايجابا قالوها من خلال الحرص على مستقبل اليمن وامنه واستقراره من ناحية ومن ناحية اخرى من اجل تجنيب المنطقة برمتها دورات عنف جديدة اوصوملة جديدة في المنطقة اثارها السلبية ستعنكس على كل المنطقة التي هي حبلى بمثل هذه المشاكل , وتوجد بين ايدي كل اليمنيين الكثير من الدراسات والأبحاث والكتيبات المتمخضة عن المؤتمرات المحلية والأقليمية وعن المراكز المستقلة بمختلف انتماآتها السياسية وألأجتماعية ووجدنا انه لا احد في مراكز القرار عمل بهذه الأراء والمقترحات ولو بنسبة بسيطة لكي تحل مشكلة الوحدة والأنفصال بطريقة سلمية وودية كما تم انجازها وديا وسلميا عشية التوقيع عليها في 22 من مايو 1990م


الخص لكم ما ورد في احد البحوث عن الوحدة اليمنية وسيناريوا المستقبل الذي قدمه كل من المفكرين العرب المشهورين بحبهم للقضية القومية العربية ووحدتها وقلقهم على مستقبل اليمن وامنه وتفهمهم للقضية الجنوبية وعدالتهم في الطرح المحايد والمنصف وهم عادل الجوجري رئيس معهد الغد العربي والكاتب حسن حامد وهذا الأستنتاج كان بعد عشرة اعوام على اتفاقية الوحدة السلمية بين شطري اليمن في 22/من مايو 1990م.
وكان اهم ما جاء في هذا البحث ما يلي ::

رسمت حرب صيف 1994م المدمرة خطا فاصلا بين وحدة طوعية تحققت في اليمن قبل اربعة اعوام وبين وحدة فيها قدر كبير من غطرسة المنتصر في الحرب وهيمنته.
ولم تكن حرب 1994م سوى صدام بين رؤيتين , رؤية تقليدية مثلتها القوى المحافظة المعبرة عن تحالف المؤتمر الشعبي العام من جهة و الأصوليون المتطرفون في حزب الأصلاح من جهة اخرى , وبين رؤية تحديثية مثلها الحزب الأشتراكي اليمني والقوى التقدمية حينها, وكانت وثيقة العهد ولأتفاق هي ضمير المواطن اليمني وطليعته السياسية , والتي تم اجهاضها ودفنها تحت جنازير الدبابات التي اجتاحت عدن وبقية مدن الجنوب يوم 7/7/1994م
وبعد فشل الوحدة ومشاريع القائمين عليها في تصورنا ان القضية المطروحة اليوم وللمستقبل في اليمن تتعدد مستوياتها هناك التفاصيل اليومية التي يتعامل معها المواطن , في الواقع محصلة سياسات نظام الحكم ورؤيته ومنهجه و ورغم المعاناة التي لا يختلف عليها اثنان , بما في ذلك نظام الحكم الحالي في اليمن ذاته و الذي يعترف في مناسبات عديدة بوجود ازمة اقتصادية طاحنة وفساد مستشر ومشكلات امنية الا ان القضية اعقد من ذلك وهي ما يتعلق بالمستقبل واهم ما فيها هي الأسئلة التالية التي تقلق الصغير قبل الكبير والصديق قبل العدو وهي:
- الى اين اليمن ذاهبة الأن وفي المستقبل؟ - ما هو مشرو ع المعارضة للتغيير على مستوى اليمن اولا وعلى مستو الجنوب ثانيا ؟ - ما هو مستقبل الوحدة اليمنية بعد ان توجت بغزو اليمن الشمال لليمن الجنوبي بقوة السلاح وبعد هذا الغزو رفض الجنوبيون لوحدة القوة والهيمنة والضم والإلحاق ؟
وما هو مستقبل الأنفصال في ضل التباينات الجنوبية – الجنوبية على مستقبل الجنوب ما بعد الأنفصال وعدم وجود رؤياء موحدة ومرجعية موحدة على مستوى الداخل والخارج ؟ - ارى ان كل هذه الأسئلة والتساؤلات مقلقة لكن الأجابات حبلى بالقلق , من ذاك الذي يعرف على وجه التحديد ما تخبئه الأيام لليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص التي تعيش في قلب الأسطورة والحدث؟

ما يهمنا هنا في هذا البحث هو وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستقبل الجنوب والقضية الحنوبية التي هي في الأخير مستقبل شعب الجنوب باسره دون استثناء فعلينا التعلم من تأريخ الحقبة الزمنية المنصرمة الذي عاشها الجنوب سواء أكان في العهد ما قبل 22 من مايو 1990م أو بعدها وكلنا يعرف حجم المآسي والمعاناة التي عاشها الشعب في الجنووب من جراء اتباع سياسات خاطئة أو القفز عن الواقع المعاش للجنوب وشعبه او من جراء اتخاذ قرارات مصيرية بردود الأفعال والتي حتما مصيرها الفشل .

اننا هنا لسنا بصدد اسستعادة شريط الذكريات المؤلمة في حياة الجنوبيون لكننا ملزمين من الإستفادة القصوى من اخطاء الماضي ومآسيه وخاصة ما يتعلق بوحدة اللحمة الجنوبية والإتفاق على القواسم المشتركة لمختلف القوى السياسية في الساحة الجنوبية علينا معرفة اسباب ا لصراعات الدموية على السلطة في الجنوب والتعلم منها لكننا للأسف لا نرى ان احد قد تعلم من تلك الدروس شيئ يذكر بل العكس نرى اننا مستمرين بنفس الأخطاء بل واكثر وبنفس المدارس السابقة ان صح القول .

انا ارى انه يتطلب منا ان نبني مستقبلنا الجنوبي على قاعدة صلبة غير قابلة للإنهيار وانه يجب علينا اختيار قيادات ذات مقدرة كبيرة من الوعي والإدراك لمتطلبات المرحلة القادمة لإنه وللأسف ان غالبية من يتبنى قضيتنا اليوم لم يكن في المستو ى المطلوب بحكم الماضي لهذا او ذاك ممن تقدموا القافلة فالبعض ما زال اسير الماضي وبنفس المدرسة الشمولية والعمل بسياسة الأمر الواقع وهذ ا ما نراه اليوم من عمل غير مدروس في الإنتقال بالقضية الجنوبية والحراك الجنوبي من وضع الى آخر وبشكل متسارع لن يكون
مستقبله سوى الإصطدام بجدار صلب قد تكون نهاية مؤلمة لهذا المنجز على الصعيد الجنوبي لا سمح الله .

كما ارى انه ينتظرنا مستقبل صعب للغاية وخاصة وان البعض منا يريد أن تسير الأمور وفقا لمشيئته ورؤيته ولا يهم ان وافق معه الآخرون ام لا وهذا يذكرني بفترة ما قبل وبعد الإستقلال 30 من نوفمبر الذي نحتفل اليوم بذكراه الواحد والأربعون عندما كان الصراع والتسابق على استلام الإستقلال والسلطة من قبل رفاق النضال لتحرير الجنوب حينها مما ادى ذالك الإختلاف والتجاوزات الىحرب اهلية مدمرة نعيش مآسيها ومؤثراتها حتى هذه اللحظة بل ورافقتنا تلك السلبيات خلال المسيرة ما بعد الإستقلال حيث تكونت قوى غير متجانسة حتى عشية الإرتماء الغير مدروس الى احضان الإستعمار الداخلي والذي نعيش محنته اليوم وصار شغلنا الشاغل في كيفية التخلص منه وبدلا من ان نستخدم طاقاتنا وقوانا وامكانياتنا الجنوبية ضد الإحتلال الشمالي تحولت هذه الإمكانيات الى سلاح يدمر قدراتنا الجنوبية وذلك لأسباب انانية يفتعلها البعض بقصد او غير قصد المهم انها في الخير تضر بمستقبل عملنا الحراكي وثقته بين اوساط الشعب الجنوبي وهذا ما نراه فعلا سواء اكان على مستوى الداخل او الخارج على حد سوى.

اؤكد لكم و بما لا يدع مجالا للشك انه وفي نهاية المطاف اذا ما استمرينا بنفس المسلك فاننا سنواجه امورا ومستقبلا صعبا لا احد يتكهنها على الإطلاق وان المستفيد من هذه السلوكيات نظام الإحتلال ومرتزقة الجنوب لا احد سواهم .

اذا وبعد ان شخصنا جملة مما ينتظرنا في المستقبل فلماذا لا نستفيد من الشيء الإيجابي الذي يضمن لنا مستقبلا اكيدا للقضية الجنوبية وتحرير الجنوب من براثين الإحتلال وهي كثيرة اهمها:
- الوفاق الوطني والإجماع الجنوبي حول القضية الجنوبية في فك الإرتباط مع النظام الشمالي والذي منحنا الحق هو النظام نفسه عندما اقدم على غزو الجنوب واحتلال ارضه باستخدام القوة في حربه المدمرة للجنوب وشعبه في صيف 1994م.

- الإستتفادة من القرارات الدولية بهذا الخصوص والتي تمنحنا نحن الجنوبيون في استعادة حقنا في الحرية والعيش بكرامة حيث انه ما زال هناك قراران دوليان والمتعلقة بالقضية الجنوبية لم يكن قد تم اغلاقها بالمره لما تتضمنه من التزامات دولية تقع على عاتق نظام صنعاء والذي لم يفي بها حتى اللحظة وهذان القراران هما 924 لعام 1994م والقرار 931 لنفس العام وهذان القراران ما زالا يدعوان نظام الإحتلال للجنوب الى الإلتزام بتعهداته في الجلوس مع الجنوبيين على طاولة واحدة للحوار حول الجنوب ومستقبله ومستقبل الإستقرار في اليمن والمنطقة والتي ما زالت مهددة حتى اللحظة وخاصة وبعد ان استانف الجانب الجنوبي في .المطالبة بحقه في الحرية والإستقلال سلميا كما تمت عليه الوحدة والشراكة سلميا في 22 من مايو 1990م. لكنه وللأسف فان من عقد تمرير هذ ان القراران هو سبب متعلق بنا نحن ابناء الجنوب والسبب الأهم هو غياب الدور للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والذي بهذا الوضع عزز من تكريس بقاء الجنوب محتلا عن طريق القوة وان وحدة القوة تتعارض تماما ومع القرارات آنفة الذكر كما انه الى جانب ذالك يمكن لنا نحن الجنوبيون الإستفادة من تفعيل قرارات الإتحاد الأوربي بهذا الخصوص.

وان من اهم الجوانب الإيجابية التي تخدم قضيتنا الجنوبية وانه من حقنا كجنوبيون الماطالبة بالتحرر وفك الإرتباط مع نظام صنعاء هو ماتم ارتكابه من جرائم بحق الجنوبيون والتي يمكن تفنيدها بالجرائم التالية :
-
الجريمة الأولى : - جريمة الإخلال بالسلم المحلي والدولي من قبل نظام صنعاء من خلال اقدامه على غزو الجنوب عسكريا وعن طريق القوة وهذا ما يمكننا من عدم الإعتراف بهذه الوحدة وانه من حقنا رفضها وفك الإرتباط بها.

الجريمة الثانية : - تتمثل بجريمة الحرب ذاتها لأنه وبهذا الصدد نهج قادة الحرب لنظام صنعاء سياسة الأرض المحروقة واتجهوا بكل ثقلهم نحو غزو الجنوب تحت شعار ( عدن او الموت )
وشعار آخر يقول( الوحدة بالقوة او الموت ) وهذان الشعاران صاحبهما اصدار فتاوى دينية اباحت باسم الإسلام قتل نساء واطفال وشيوخ وشباب الجنوب ونهب ممتلكاتهم وهذا ما يعطيهم الحق عدم البقاء مع هذا النظام تحت سقف واحد مهما كلف الأمر .

الجريمة الثالثة - والتي ارتكبت بحق الجنوبيون هي الجريمة الإنسانية وهي الأهم في بحثنا هذا اذا ما اردنا تحريك قضيتنا على المستوى الدولي والتي يجب توضيحها للعالم وخاصة وان نظام صنعاء قد ارتكب ابشع جريمة بالتاريخ بحق الإنسانية قبل ان تكون بحق الجنوبيون وحدهم من خلال استمراره في فرض وحدة بالقوة عبر ضم الجنوب والحاقه كتابع للشمال مما عكس نفسه على فتح ملفات الإنتهاكات التي لم يشهد مثلها الجنوب في تاريخه القديم والحديث بما حوته من نهب وسلب وتمييز وانتهاك اعراض وقمع الحريات الأساسية واحراق السجلات للمواليد الجنوبيون والمدارس والمعاهد والكليات وملفات الخدمة المدنية والشئون الإجتماعية والأسكان بهدف محو الهوية الجنوبية برمتها كما طرد كافة القوى العاملة الجنوبية من وضائفها دون وجه حق واحالة القوة العسكرية الجنوبية كاملة الى التقاعد الإجباري دون السن القانوني وهذا كجزء من مسلسل يستهدف التغيير الديموجرافي للجنوب كما هو حاصل اليوم في الهجرة من والى المحافظات الجنوبية حيث ان بعض المحافظات قد تجاوز المهاجرون السكان الأصليون كما هو الحال في محافظتي عدن وحضرمو ت.

كما ان من الأمور الأكثر خطورة التي تهدد مستقبل الشعب الجنوبي هي الوضع الإقتصادي والإجتماعي المتدهوور والذي كان سببه الرئيسي الجرائم الثلاث الآنفة الذكر وكاهم نتائج للحرب المدمرة للجنوب واحتلاله عن طريق القوة وهناك بعض الأرقام والمؤشرات التي توحي بمستقبل مظلم للجنوب وشعبه بل ولليمن برمتها ونوجز اهمها بما يلي:

ازدياد تفاقم الأزمة الإقتصادية على المستوى اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص حيث عم الفساد وازداد الوضع الإقتصادي تدهورا ودخل في مستنقع خانق وصلت فيه المديونية للبلاد الى ارقام خياليةلألكثر من عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية والتي كل هذه المد يونية تذهب الى جيوب الحكام والفاسدين وحياة الملايين تزداد سوء حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا تمكن المواطنون محدودي الدخل من شراء شيء يقتاتون به حتى صار البعض يقتات من الزبالات وهذا بسبب ارتفاع الأسعار للمواد الساسية لأ كثر من 400% وزادت البطالة لتصل الى اكثر من 80% في الجنوب على وجه التحديد وفرضت ضر ائب خيالية على العاملين وان صح القول فالكل في الجنوب اصبح مرميا في قارعة الطريق بسبب سياسة الإحتلال والتمييز العنصري المفروضة على الجنوبيين بسبب الحرب والحاق الجنوب الى الشمال .

كل هذه العوامل المذكورة سلفا تعطينا الحق كجنوبيون باتباع سياسة التمسك بحيثيات المشكلة وتوضيحها للراي العام المحلي والعا لمي ويمكن لنا حينها ان نقنع العالم بالوقوف الى جانبنا لإيجاد حلا عادلا وشاملا للقضية الجنوبية ولكن كما سبق وان قلت انه لا يمكن اقتناع احد بقضيتنا محليا ا و خارجيا الا متى ما تم الإجماع على راي واحد ومشروع واحد ومرجعية جنوبية واحدة وتمثيل دولي واحد به فقط يمكن لنا ان نكسب عدالة القضية الجنووبية ويتم ارغام نظام صنعاء للأعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس مع الجنوبيين على طاولة واحدة وباشراف الأمم المتحدة التي هي معنية بالدفاع عن قراراتها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .


وبهذ الحيثيات آنفة الذكر تولدت لدينا قناعات بان الأنفصال بين الشمال والجنوب قادم لا محالة والسبب في ذلك هو نظام صنعاء ولا احد سواه وهذه التوقعات ما زالت رهن اصرار الجنوبيون على تمسكهم بما تم انجازه على هذا الصعيد ومرهون بما يفكر فيه النظام من ردود فعل بهذا الخصوص وكل المؤشرات ان النظام متمترس بشماعة جدار الوحدة الوهمية لكنه مستفيد من ذلك الى حد بعيد وهو ما طال امد بقائه لكن المثل يقول حبل الكذب قصير حتى وان طال.
لهذا فانني استدل من هذا االطرح بانه يتوجب علينا اليوم ومن اجل تامين مستقبل افضل لنا ولأجيالنا القادمة ان ناخذ بعين الأعتبار تجربة الفترة المنصرمة في التاريخ اليمني التي تدفعنا الى ضرورة توجيه مزيدا من الأنتباه وخاصة ونحن اليوم نعيش في ضروف الوحدة الظاهرية والأنفصال الخفي قبل وقت من الزمن لكنه اليوم صار واضحا بما لايدع مجالا للشك فيه وهذا مطلب شعبي قبل ان يكون نخبوي اي ان ظاهرة طموح غالبية الجوبيون في العودة الى ما قبل 1990م اصبح حقيقة ونحن جزء منها وهذا ناتج عن السياسات للوحدة الظاهرية للمنتصر وحدة الظم والألحاق ووحدة القوة والهيمنة والأطرسة حتى اوجدت تفرقة بينة في النظر والتعامل بين الشمال والجنوب بما يؤكد وجود تفرقة لا توحد ومن هذ ا المنطلق لا يمكن للمرء انكار واغفال حقيقة ان رد الفعل السلبي لايولد سوى ردا مماثلا , فالكثيرون ممن عانوا ويلات عنف السلطة الدموية – من التعرض للمضايقات والمطاردات والسجن دون وجه حق والتعذيب والتهميش والطرد من العمل والتسريح المبكر والأفقار اي التجويع والتشريد والأنقاص في المواطنة كل هذه العوامل ادت الى ان الجنوبيون لم يعد امامهم خيار للمستقبل سوى النضال السلمي من اجل تحقيق مصيرهم واستعادة حقهم في الحرية وللأنعتاق من خلال الألتفاف الشعبي حول هيآتهم الوطنية المعبرة عن ارادتهم السياسية في التحرر وتحقيق المصير وهذا ما هو حاصل اليوم وما يكون في المستقبل المنضور رغم انه مسلك له تبعاته من المخاطر لكنه هو الحال الذي اراده القدر لنا نحن الجنوبيون ولا شيء غيره فهو براي الكثيرين الطموح المستقبلي للغالبية العظمى من ابناء الجنوب في الداخل والخارج.

ماتم طرحه هو لكلام استدليناه من طرح لعقول نيرة المراد منه هو لغرض ازالة الشكوك لكل من لا زال يراهن ان هناك امل في بقاء اليمن موحدا على شاكلة وحدة 7/ 7/ 1994م بعد اليوم وان هناك امل في اصلاح ما دمرته الحرب على المستوى االسياسي والأجتماعي والنفسي في الجانب الجنوبي وذالك لكي ننطلق الى ما هو اهم بالنسبة لنا نحن الجنوبيون وهو المضي قدما الى الأمام بما تم انجازه على صعيد القضية الجنوبية والمنجز لا يستهان به رغم انه لم يكون المطلوب وخاصة ما يتعلق بالرؤية المستقبلية لما هو الجنوب الذي نفكر فيه وما هو الشكل الذي يكون اكثر قابلية لدى الشعب الجنوبي واكثر امنا واستقرارا مستفيدين من تجربة العقود المنصرمة الحبلى بالأختلافات والتباينات التي ادت الى مزيدا من التشرذم والحروب الأهلية بين ابناء الوطن الجنوبي الواحد والذي توحد فعلا بعد الأستقلال الأول من الأستعمار الأجنبي في 30/ من /نوفمبر /1967م وبسب تلك التباينات ودورات العنف ادى بنا جميعا للأرتماء الى احضان استعمار جديد ندفع ثمن ذلك غاليا حتى اللحظة وها نحن اليوم نتداول معا كيفية الخروج من هذا المأزق الذي فعلا اصبح شغلنا الشاغل جميعا كجنوبيون احرار.

انا بتصوري لتامين مستقبل ناجح للقضية الجنوبية وللجنوب القادم هو وحدتنا والأتفاق على هدف واحد وقيادة ومرجعية واحدة هذا اولا, اما ما لم يذكر وهو مهم قوله فيجب علينا طرحه ليس لغرض التخويف او زرع فقدان الأمل في تحقيق ما نطمح اليه جميعا لكن الطموح شيء والوقع شيئ آخر فاقل لكم وبصراحة اذا استمرينا على شاكلة الوضع الحالي للمعارضة الجنوبية او بالأصح وضع القوى السياسية التي اخذت على عاتقها حمل الراية للقضية الجنوبية في قيادة الحراك الجنوبي على ما هو عليه الآن فاعذروني هناك الكثير والكثير ما ينتضرنا من مخاطر وتعقيدات قد تؤدي الى افشال الطموح والأنجاز برمته لأننا اولا نحن كجنوبيون في المعارضة اتينا من مدارس مختلفة اثرت فينا الصراعات السابقة بالكاد استطعنا فهم بعضنا البعض بعد ان استشعرنا ان الخطر يحدق بالجميع وان العدو اشرس مما نتصور وطموحه القضاء على الجميع وهذا شيء تمثل في اعلان التصالح والتسامح وتوحيد العمل السياسي من خلال الهيآت الوطنية المنتخبة شرعيا رغم وجود بعض الهفوات هذا ما يخص الداخل ولكن للأسف لم يرافق هذه التطوارات على مستوى العمل الوطني في الخارج والدليل ان الهوة بين الأخوة الجنوبيون في الخارج ما زالت كبيرة للأسف وهذا ليس سرا فكلنا نعايش هذا الوضع الذي لا يبشر بخير اذاما استمرينا على نفس الموال والمكايدة السياسية بل وللأسف تحولت من وضع عام الى وضع شخصي في بعض الأوقات والحالات للأسف مجددا لكن الأسف والندم لا يقدم في الأمر شيء ان لم يجلس ابناء الجنوب في الخارج على طاولة مستديرة في حوار جاد للخروج من هذا الوضع والأتفاق على رؤياء موحدة وواضحة لمستقبل الجنوب وعلى ما يتم الأجماع عليه في الداخل حتى نستطيع فعلا الأنتقال بقضيتنا الجنوبية الى طور التدويل والأخذ بعين الأعتبار للمطلب الشعبي الجنوبي في التحرر والأنعتاق وتحقيق المصير المؤدي الى فك الإرتباط والإستقلال الغير منقوص حتى لا تخرج القضية الى ما هو اخطر وهو العنف والعنف المضاد وسنصبح صومالا جديدا في المنطقة وكل المؤشرات مؤدية الى هذا المنحنى بسبب تعنت نظام صنعاء واصراره على جر البلاد الى الهاوية والمصير المجهول .

عبد الحافظ العفيف


شفيلد/ المملكة المتحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق